كان طول عمره فاكر نفسه مدرس فاشل .. ماهو دايما كان حلمه انه يطلع رسام
بس المشكله كانت فى ابوه الاستاذ حمدى اللى بيشتغل وكيل اول في وزارة التربية والتعليم واللى اجبره انه يدخل كلية يطلع منها مدرس زى باباه ويكمل طريقه
ودى بقى كانت من الصدمات القليله فى حياته بس اثرها كان كبير جدا
هو بيشوف ابوه رمز كبير بالنسب له وليه مكانه ووظيفه كبيره فى الوزاره بس عمره ماكان يتوقع انه هيجبره يكمل فى طريقه
يوميا كان بيسمع كلام يسد النفس اللى هو من نوعية
( انت مدرس فاشل ومبتعرفش تشرح و و و … ) وكلام كتير يخلى الحجر ينطق بس الكلام ده مكانش بيزعله ولا بيأثر فيه لأنه اصلا مش لاقى نفسه فى الشغلانه دى
من وجهة نظره اصلا مهنة المدرس ممله وروتينيه ويادوب بتبدأ مع الحصه وتخلص مع ضرب الجرس وتكون حضرتك قريت المكتوب فى الكتاب للطبه اللى اغلبهم اصلا شايف التعليم ملهوش لازمه وكان الله بالسر عليم وشكرا
الكلام ده بقى كل يوم فى دماغه وبقى عقيده عنده لغاية ما جه يوم كان قاعد في بيته وهادي وبيسمع اغنيه للست وفنجان القهوه في ايده وهي متجليه وبتقول انت عمرى والناس بتسقفلها وقلبه بيسقف معاهم ويمكن قبلهم
جرس الباب بيرن ويقوم يفتح الباب يلاقي عم حسن جاره المحترم اللى دايما فى حاله
وبعد السلامات والتحيات
– خير ياعم حسن
– والله يا مستر محمد انا عايزك تعلم ليلى بنتى الحساب
– انا اعلم ليلى الحساب 😀
– اه مش حضرتك مدرس .. انا مفيش قدامى غيرك دلوقتي وبعدين ليلى عندها امتحان اعداديه كمان ٣ اسابيع ومفيش مدرس قدر يفهمها ويعرفها الطريقة الصح اللى تحل بيها المسائل
– وحضرتك بقى ياعم حسن جايلى انا بقى اعلمها 😀 ؟ بص ياعم حسن انا مش هخدعك انا ..
– انا اللى مش هخدعك يابنى انا بنتى عندها صعوبات تعلم
– كماااااان
– جرب يا مستر انا معنديش اللى اخسره
وافق مستر محمد وقعد مع ليلى اللى كانت بنت زى القمر والذكاء بينط من عنيها وكلها خجل ومكسوفه وباصه فى الارض
مستر محمد بدأ معاها مش من اول المنهج لاااااا ده بدأ تقريبا من اول 1*11 وكل ده علشان يقدر يوصلها معلومات السنه دى
المفاجأه انه لاحظ على ليلى انها بتفهم بسرعه جدا وبتستجيب بس ساعة الحل يا اما تسكت يا اما تخاف تقول
بعد محاولات كتير مع ليلى والامتحان بيقرب كل يوم مبقتش مشكلتها فى انها تفهم
المشكله انها بتخاف تجاوب
بدأ يقولها تجاوب ومع كل اجابه غلط ليها شوكولاته من اللى بتحبها
وفعلا ليلى حست انها لما تغلط مش هتتعاقب بالعكس دى هتتكافىء ومن هنا بدأت تجاوب وبشكل ممتاز وابوها وامها كانوا مستغربين ازاى بتجاوب لبلب كده بعد ماكان صوتها مبيطلعش
كام يوم والامتحانات بدأت وليلى امتحنت ونجحت وجابت كمان الدرجات النهائيه
ومن ساعتها ومستر محمد عرف وحس اهمية المدرس فى المجتمع
الدكتور بينقذ حياة والظابط بيحمى الحياه اما المدرس هو اللى بيبنى الحياه دى

قصه